السنة الضوئية هي وحدة قياس مسافة عكس ما يظن بعض الناس، وهي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة في الفراغ، وهو كما نعلم أسرع شيء في هذا الكون، بسرعة تقترب من 300 ألف كيلومترا في الثانية الواحدة.
والمسافات في الفضاء لا يمكن استيعاب ضخامتها بسهولة، لهذا سنتخيل أننا سنسافر بسيارتنا هنالك! نحتاج فقط إلى سيارة متوسطة تجري بسرعة 100 كم/ساعة، ولنبدأ دورتنا. ما رأيك أن ندور حول الأرض كبداية؟ سوف تستغرق رحلة كتلك 400 ساعة متواصلة، وهو ما يساوي 17 يوما تقريبا بالسيارة. أما لتصل إلى القمر فهي تحتاج لـ 5 أشهر ونصف.
أما للشمس تحتاج نفس السيارة 18 سنة فقط، لنأخذ بعض الطعام معنا فالرحلة طويلة. ولبلوتو نحتاج أن نسافر لمدة 7700 سنة، إنه عمر حضارة كاملة، هل يمكن أن تتحمل السيّارة كل تلك الكمية من وجبات العشاء؟ لقد انطلقت المركبة فوياجر في السبعينات وهي إلى الآن تجري في الفضاء بسرعة حوالي 62 ألف كم/ساعة، وهي بالكاد خرجت من المجموعة الشمسية.
ربما الآن يفضل أن نترك السيارة، فرحلة إلى أقرب النجوم لنا، بروكسيما قنطورس Proxima Centauri، على مسافة أربعة سنوات ضوئية تقريبًا، تتطلب 50 مليون سنة من السفر المتواصل، كان انقراض الديناصورات قبل 65 مليون سنة، البشر تواجدوا على الأرض قبل 200 ألف سنة فقط !
الآن، كيف سوف تكون الرحلة إلى نجم الضفدع عند 100 سنة ضوئية؟ كما ترى، فالمسافات عملاقة للغاية بمقايسنا البشرية، لهذا فعند قولنا أن شيء ما يبعد سنة ضوئية، فنحن نعني أنه بعيد لدرجة أننا لن نصل إليه حتى إن عشان البشرية عمرا مثلا عمرها على الأرض.
